المكملات الغذائية و الحمیة ضد مرض السرطان

المكملات الغذائية و الحمیة ضد مرض السرطان

نحاول أن نتعاطى مع مسألة الحمیة الواجب على مريض السرطان اتباعھا من خلال إخراج مشھد حواري بین مریض بالسرطان والطبیب الأخصائي  المباشر له .

83855282-docteur-médecin-examinant-le-patient-illustration-vectorielle-d-un-médecin-masculin-amical-examinant-un-.jpg

الطبیب: مرحبا سیدي,

المریض: مرحبا دكتور. أود بادئ ذي بدء إخباركم أنني نجحت في تجاوز محنة كوني مریضا بالسرطان. إنني مقتنع تماما ببرتوكول العلاج الذي وصفتموه لي. كل أفراد عائلتي وأصدقائي یدعمونني بكل قوة.

الطبیب: أنا سعید جدا بھذا.

المریض: والآن لدي الكثیر من الأسئلة حول الحمیة الغذائیة الواجب اتباعھا طیلة فترة العلاج.

الطبیب: كلي آذان صاغیة.

المریض: قمت بدراسة معمقة على الانترنت وقد اكتشفت أن الكثیر من المواد الغذائية الطبیعیة لديها فاعلية في تدمير الخلایا السرطانیة مثل القرافيولا، عشبة العلندة … ما رأیكم بھذا یا دكتور؟

الطبیب: صحیح أن شبكة الانترنت وحتى بعض الكتب ملیئة بشھادات قد تبدو مقنعة لغیر المختصین مفادھا وجود عدد من المنتوجات الغذائیة الطبیعیة المخصوصة یمكنھا شفاء السرطان من خلال مفعولھا المباشر على الخلایا السرطانیة أو من خلال تقویتھا لنظام المناعة في الجسم.

إن القاسم المشترك بین ھذه المنتوجات ھو أن الإیجابیات المزعومة لھذه الأغذیة لیست مبنیة على دراسات علمیة. إنھا لا تتعدى كونھا انطباعات يذكرها بعض المرضى عن حسن نية  أو مزاعم يطلقھا محتالون یسعون إلى الربح السریع. أضف إلى ذلك أن ھذه المواد التي لم تتم تجربتھا بشكل كاف قد تتسبب في سوء في التغذیة وقد تتسبب أيضا في التعارض مع بعض الأدویة الموصوفة ضد المرض بتعطيل دورھا العلاجي أو بظھور أعراض جانبیة خطيرة.

أريد أن ألفت اتبهاك أن الأدوية الطبية المعتادة تحتاج إلى أكثر من عشرة سنوات من البحث و التجارب لكي نتمكن من استعمالها لعلاج مرضانا و ذلك بعد التأكد من فاعليتها على المرض و عدم تسببها في أضرار على الجسم. فكيف يمكن إذن قبول مثل هذه المنتوجات و هي لم تخضع لتجربة علمية واحدة.

 لدي نصیحة ھامة بخصوص الانترنت: لا تثق إلا بمواقع الجمعیات والمؤسسات الرسمیة مثل وزارة الصحة، وكلیات الطب، والجمعیات الطبية الرسمية…

المریض: لنترك المكملات الغذائیة جانبا ولنناقش الحمیة المضادة للسرطان. أخبرني قريب لي بنظریة مقنعة مفادھا أن الخلایا السرطانیة تتغذى على بعض المواد الغذائیة وأن مجرد تعریضھا للجوع الشدید یسمح بعدم تكاثرھا وبالتالي یوقف السرطان. ولھذا فقد نصحني باجتناب السكریات واللحوم الحمراء والألبان. فماذا یقول الطب بھذا الخصوص؟

الطبیب: لیت الأمر كذلك بحیث یمكن شفاء السرطان بمجرد الامتناع عن تناول بعض الأغذیة.

قبل الإجابة على ھذا السؤال، علیك أن تعرف أن حاجات البدن الغذائیة تزداد عادة خلال المرض وخلال مرحلة العلاج لأن الجسم بحاجة إلى الوسائل والمستخلصات التي تعینه على الصمود.

في الواقع، ھذه نظریة خاطئة. بل على العكس إن ھذا یخالف تماما مبدأ التغذیة المتوازنة التي تتطلب وجوبا مواد تزود الجسم بالطاقة مثل السكریات ومواد تزوده بالبروتینات مثل اللحوم الحمراء والبیضاء. بل إن ھذا السلوك قد یكون  خطیرا لأنه یؤدي إلى سوء في التغذیة.

المریض: إذن ماھو النظام الغذائي الذي تصفونه لي یا دكتور؟

الطبیب: سیقع تفصیل ھذا الموضوع في المطویة بعنوان “تغذیة متوازنة خلال المرض السرطاني”.


نقاط ھامة ینبغي الالتزام بھا:

ضرورة أن تناقش مع طبیبك الحمیة الغذائیة التي تناسبك.

لا ینبغي تحریم غذاء محدد لأن ذلك مخالف لمبدء التغذیة المتوازنة.

ضرورة إعلام طبیبك في صورة رغبتك في استعمال مواد مخصوصة أو إضافات غذائیة تكمیلیة أو أغذیة خاصة.

 


shutterstock_731750275-min-e1565167249462.jpg

نتناول ثمرة القرافيولا كمثال لبيان مخاطر الاستعمال المفرط للمكملات الغذائية،  يمكن الإطلاع على المقالات التالية التي تحذر من الاستعمال الواسع لهذه الثمرة لعلاج السرطان. 

مقال بجريدة لوموند الفرنسية.

تحذيرات الجمعية البريطانية للأبحاث حول السرطان.

للرجوع إلى صفحة المطويات و المعلومات